الاثنين، 21 أبريل 2014

الرد على شبه الخلاف فى قراءة ( يرونهم مثليهم) و ( ترونهم مثليهم)


يقول  الله عز و جل : (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ) آل عمران :13
و فى قوله تعالى ( يرونهم ) قراءة أخرى فيها ( ترونهم ) و يظن المشككين فى القرآن أن هذا اختلاف فى القرآن و تحريف .
الـــــــــــــــــــرد:
إن من يقول هذه الشبهة لا يعلم شيئاً عن علوم القرآن و لا كيفية نزوله ، فإن القرآن الكريم أصلاً نزل بقراءات مختلفة و ليس على قراءة واحدة :
1- عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، وكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : "إني سمعت هذا يقرأ على غير ما أقرأتنيها" فقال لي: أرسله ،ثم قال له :"اقرأ"فقرأ، قال:" هكذا أنزلت" ثم قال لي:" اقرأ" فقرأت فقال :"هكذا أنزلت إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا منه ما تيسررواه البخارى.
2- وأخرج أبو يعلى في "مسنده" أن عثمان رضي الله عنه قال وهو على المنبر: "أُذَكِّرُ الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شافٍ كافٍلَمَّا قام، فقاموا حتى لم يُحْصَوا، فشهدوا بذلك، فقال: وأنا أشهد معهم"
و أقرب الأقوال فى تفسير الأحرف السبعة أنها : سبعة أوجه من القراءة تختلف باللفظ وقد تتفق بالمعنى واٍن اختلفت بالمعنى : فاختلافها من باب التنوع والتغاير لا من باب التضاد والتعارض .
فإذاً هذه القراءات و ما بينها من اختلافات ليست تحريفاً بل القرآن الكريم أصلاً نزل بهذه القراءات المختلفة تيسيراً على الناس و تسهيلاً عليهم فى تلاوة القرآن ،فإن لهجات العرب و ألسنتهم و نطقهم يختلفون من قبيلة لأخرى ، و الإختلاف بين هذه القراءات هو فى الحقيقة اختلاف فى اللفظ و ليس اختلافاً فى المضمون أو المعنى و لهذا يستعين المفسرون بقراءة أخرى ليفهموا المراد من كلمة إذا اختلف المفسرون فيها .
و بعد أن نزل القرآن الكريم على سبعة أحرف بقراءات مختلفة كان النبي صلى الله عليه و سلم يُعَلم أصحابه قراءة القرآن و يعلم كل صحابي قراءة ،و هكذا كان كل صحابي ينقل قراءته التى تعلمها إلى من بعده ، فظل القرآن الكريم يُنْقَل جيلاً عن جيل بالتواتر و السماع و التلقي و السند المتصل إلى النبي صلى الله عليه و سلم .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله – :
(قال بن أبي هشام أن السبب في اختلاف القراءات السبع وغيرها أنّ الجهات التي وُجِّهت إليها المصاحف كان بها من الصحابة من حمل عنه أهل تلك الجهة وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل قال فثبت أهل كل ناحية على ما كانوا تلقوه سماعاً عن الصحابة بشرط موافقة الخط وتركوا ما يخالف الخط امتثالا لأمر عثمان الذي وافقه عليه الصحابة لما رأوا في ذلك من الاحتياط للقرآن فمن ثم نشأ الاختلاف بين قراء الأمصار مع كونهم متمسكين بحرف واحد من السبعة)
و هناك قراءات غير صحيحة لم يثبت أن القرآن نزل بها من عند الله عز و جل و هذه القراءات بما أنها لم تثبت فلا يَقْرأ أحد بها ، و حتى نقول أن القراءة صحيحة لابد فيها من ثلاثة شروط :
أولاً: صحة سندها عن النبي صلى الله عليه و سلم : فيجب أن تكون هذه القراءة ثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم بسند متصل إليه.
ثانياً: موافقتها للرسم العثمانى و لو احتمالاً : فيجب أن تكون موافقة لمصحف عثمان فلو كان هناك حرف زائد فى قراءة و لا يحتمله رسم المصحف العثمانى فلا تصح القراءة .
ثالثاً: موافقتها لوجه من وجوه اللغة العربية .
قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله - :
(كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها، ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ، ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف.) النشر فى القراءات العشر ج1 ص9

و هذه القراءات الشاذة الغير ثابتة لا نقرأ بها و لا يحل التعبد بها إنما تأتى فى كتب القراءات و التفسير على سبيل معرفتها فقط و ليس على سبيل التعبد بتلاوتها،و إنما القرآن الكريم هو الثابت بالقراءات الصحيحة التى ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم نزل عليه القرآن بها و قرأ بها و علمها أصحابه رضى الله عنهم ، و هذه مصاحف عثمانية تبيُّن صحة القرائتين و أن الرسم العثمانى يحتمل ( ترونهم ) و ( يرونهم ) :


والآن نريكم بعض من مخطوطات المصاحف القديمة بينهما مصحفين من مصاحف عثمان بن عفان رضي الله عنه (مصحف مصر ومصحف تركيا).





















و على النصارى أن يعلموا أن قرآننا نُقل إلينا من خلال التواتر و النقل جيلاً عن جيل و بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، و قُرَّائنا اليوم كالشيخ مشارى العفاسى و غيره لديهم أسانيد متصلة إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، و هذه إجازة الشيخ العفاسي بسنده إلى النبي صلى الله عليه و سلم :

و الآن النصاري هم الذين يجب عليهم أن يبحثوا فى كتابهم ،فالكتاب المقدس ليس له سند متصل إلى كاتبى الأسفار و الأناجيل حتى يثبت صحته ، و المخطوطات الأصلية له ليست موجودة حتى و مخطوطة قمران و غيرها مجرد نسخ و ليست مخطوطات أصلية ، و حتى هذه المخطوطات لا تجد بينها تطابقاً بنسبة 100% و لا حتى بهامش 100% .
انتهى الرد ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق