الخميس، 19 يونيو 2014

هل المسيح إله كامل بحسب أقوال الآباء ؟



هل المسيح إله كامل بحسب أقوال الآباء ؟
بقلم /  معاذ عليان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصاحبه وسلم أما بعد

كما نعرف بأن رسل يسوع لم ينادوا أبداً بألوهية المسيح أو بالتثليث والأغرب أيضاً أن الآباء الذين نادوا بألوهية المسيح في القرن الثاني والثالث قالوا بأن المسيح إله من درجة تانية أو إله ثانوي وحتى إن لم يصرح بعض الآباء بهذا الإيمان فهو واضح جداً في إيمانهم أنهم آمنوا بأن المسيح إله جزء من الإله الآب وسنرى الآن رأي علماء المسيحية في هذا الأمر .

هل عرف المسيح أنه إله ؟

يعلق البابا شنودة الثالث على عدم تصريح المسيح بلاهوته فيقول :
السؤال كيف نصدق لاهوت المسيح بينما هو نفسه لم يقل عن نفسه أنه إله ولا قال للناس أعبدوني ؟
والإجابة من البابا شنوده الثالث  :  لو قال عن نفسه أنه إله لرجموه ولو قال للناس أعبدوني لرجموه أيضاً وإنتهت رسالته قبل أن تبدأ  إن الناس لا يحتملون مثل هذا الأمر . . )
سنوات مع أسئلة الناس  البابا شنودة الثالث , أسئلة لاهوتية وعقائدية  (أ) السؤال رقم 18 صفحة 46 .
 وبولس نفسه يشهد بذلك فيقول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 2/8 :
( التي لم يعلمها احد من عظماء هذا الدهر.لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد )
وهنا يؤكد بولس أنهم لم يعرفوا أنه هو الإله فلو عرفوا ما صلبوه , بغض النظر عن تناقض كلام بولس مع كلام شنودة لكن هذا ليس موضوعنا , الفكرة هي أن المسيح لم يقل أنا الله كما يدعون الجهال !!
ويقول أيضاً الأب فاضل سيداروس في كتابه يسوع المسيح في تقليد الكنيسة ( دار المشرق بيروت ) صفحة 159 :
حتى أن الكاثوليك يؤمنون بأن المسيح لم يكن يعي أنه المشيح ولم يريد أن يصرح بأنه المشيح بل إن لاهوت المسيح لم يذكر في الكتاب كل هذا قد قرره مجمع الإيمان ( 3 / 7 / 1907 ) فقيل فيه :

كتاب الإيمان الكاثوليكي , نصوص تعليمية صادرة عن السلطة الكنسية - ترجمها للغة العربية الأب صبحي حموي اليسوعي صفحة 201 - 203.
أقوال الآباء تدل على أن المسيح إله جزئي
إن الدارس والذي ينظر في إيمان الآباء يجد أنهم لم يؤمنوا بلاهوت المسيح الكامل بل قالوا ونادوا بحسب إيمانهم أن المسيح إله من درجة أدني من الإله الآب وأن الروح القدس إله أدني من المسيح وهذا ما يسميه العلماء نظرية التدني أو التبعية فننظر الآن إلى هؤلاء الآباء وإيمانهم لكي نري بأعيننا ما قولناه سابقاً .
أوريجانوس والإله المتدني
أوريجانوس هو واحد من أهم آباء الكنيسة الأولي ولد سنة 185 م فيعلق على إيمانه الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري ودير القديسة دميانة وسكرتير المجمع المقدس فيقول :
(ونادى أريوس بأن الله لم يكن دائماً آب، بل مر وقت لم يكن فيه أباً. وأن اللوغوس غريب عن الجوهر الإلهى وليس منه. وهو لا يعرف الله تماماً بل لا يعرف طبيعته تمام المعرفة. وأنه خُلق لأجلنا لكى يخلقنا الله بواسطته كأداة. ولم يكن له وجود إلا بدعوة الله له للوجود من أجل محبته لنا.
كما أنكر ألوهية الروح القدس، وبذلك يكون قد أنكر الثالوث القدوس. وفى ذلك تبع نظرية التدنىsubordination التى نادى بها أوريجانوس . )
مقالة بعنوان
  ( مجمع نيقية :  أفكار آريوس الهرطوقية والرد على بعضها)

ويعلق أيضاً الدكتور أسد رستم مؤرخ الكرسي الأنطاكي على إيمان أوريجانوس فيقول :
كتاب آباء الكنيسة للدكتور أسد رستم المؤرخ الأنطاكي صفحة 131 .

ويعلق أيضاً الدكتور القس حنا الخضرى على إيمان أوريجانوس القائل بأن الابن إله أقل درجة من الله الآب فيقول :
كتاب تاريخ الفكر المسيحي – الدكتور القس حنا الخضري صفحة 559 , 560 .

يوستينوس مهرطق أم شهيد ؟
يعتقد أن النصارى أن يوستينوس هو من أعظم الآباء عند النصارى ويستشهدوا بيه في العديد من الكتابات لأنه واجه اليهود كما يعتقدوا بالحُجة والدليل وقد ولُد حوالي سنة 100 م فيؤمن بنفس الإيمان ويصرح بيه في حواره مع تريفون اليهودي فيقول :
كتاب الدفاع عن المسيحية – الحوار مع تريفون –للقديس يوستينوس صفحة 22 .
 ( 1 : 13 , 3 : 4 )

ويعلق الدكتور القس حنا الخضري على هذا الإيمان فيقول :
كتاب تاريخ الفكر المسيحي – الدكتور القس حنا الخضري صفحة 453 .
العلامة ترتليان المشرك !
العلامة ترتليان كما يقول عنه النصارى ولُد سنة 160 م فيقول النصارى عنه بأنه أول من اخترع كلمة التثليث أو الثالوث فقد ورد في قاموس الكتاب المقدس :
(والكلمة نفسها (التثليث او الثالوث) لم ترد في الكتاب المقدس، ويظن ان اول من صاغها واخترعها واستعملها هو ترتليان في القرن الثاني للميلاد . ثم ظهر سبيليوس ببدعته في منتصف القرن الثالث وحاول ان يفسر العقيدة بالقول (ان التثليث ليس امراً حقيقياً في الله لكنه مجرد اعلان خارجي، فهو حادث مؤقت وليس ابدياً )
قاموس الكتاب المقدس – نخبة من العلماء واللاهوتيين صفحة 232 .

وأيضاً دائرة المعارف الكتابية تقول نفس هذا الكلام :
(وكانت الكنيسة تهتدي في كل المواقف بصيغة المعمودية " ( مت 28 : 19 )، وجعلت منها أساسا  "لقانون الإيمان ". وكان لترتليان اكبر الأثر ــ بقوة حواره ــ في التعبير عن عقيدة الثالوث بصيغة قوية محددة. ولعله هو أول من استخدم كلمة " الثالوث )
دائرة المعارف الكتابية نخبة من العلماء واللاهوتيين  - الجزء الثاني صفحة 439.

وترتليان بحسب ما وصلنا من كتاباته تثبت أيضاً أن إيمانه بالمسيح كأوريجانوس فيقول عنه الدكتور القس حنا الخضري :
كتاب تاريخ الفكر المسيحي – الدكتور القس حنا الخضري صفحة 528 , 529 .
وقد ذكر أيضاً في موسوعة آباء الكنيسة والتي حررها عادل فرج عبد المسيح  الجزء الثاني صفحة 175 .
وأيضاً قد قيل في موسوعة آباء الكنيسة والذي حررها الأستاذ عادل فرج عبد المسيح فيقول عن ترتليان وإيمانه بأن المسيح إله أقل من الله الآب وأن الآب أعظم منه :
موسوعة الآباء الكنيسة – الجزء الأول -  المحرر المسئول عادل فرج عبد المسيح صفحة 235 .

ثيوفيلوس الانطاكي
ثيوفيلوس الأنطاكي هو أحد الآباء الأولين والذي يقال أنه توفي بعد سنة 180 م ويستشهد به الكثير من القساوسة وهذا أيضاً من ضمن الآباء الذين نادوا بفكر التبعية أو التدني فيعلق عليه الدكتور القس حنا الخضري فيقول :
كتاب تاريخ الفكر المسيحي – الدكتور القس حنا الخضري صفحة 464 .
هيبوليتس
من الآباء العظام في الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية ويحتمل أنه ولُد سنة 175 م فكان أيضاً يؤمن بمثل هذه الأفكار السابقة فيقول عنه الدكتور القس حنا الخضري :
هكذا يؤمن أغلب آباء الكنيسة الأولي بنظرية التدني وأن المسيح هو إله أقل من الله الآب وأن الروح القدس إله ولكن أقل الإبن والذي يدعوا إلى الغرابة أن هؤلاء قد إستشهدوا بنصوص من الكتاب المقدس وقد تسلم أغلبهم مفهوم هذا الإيمان من معلميه وسابقيه والسؤال الذي نسأله الآن هل الكتاب المقدس يدعم فكرة أن المسيح إله من درجة أقل؟

المسيح في شواهد الكتاب المقدس
لم يكن المسيح إلهاً قط من نصوص الكتاب المقدس أو حتى من كلام بولس نفسه لم يوصف بأنه إله ولكن النصارى إتخذوه إله وكما قولنا فالنصوص التي يستشهد بها النصارى لا تدعم إيمانهم ولكن بالرغم من إستشهاد النصارى بها إلا أنها تجعل المسيح إله من درجة تانية أي أنه إله خاضع لإله آخر وبالطبع هذا هو الشرك بعينه والآن نقرأ هذه النصوص لكي نري إيمان الآباء الذي ينادي بأن المسيح إله ثانوي يخضع لإله آخر .
الطبيعة الواحدة وعبادة الناسوت
قبل أن نبدأ في سرد النصوص التي تثبت إيمان الآباء وجب علينا أن نوضح أمراً هاماً أنه لا يوجد شيء اسمه هذا ناسوت وهذا لاهوت وهذا هو اعتقاد علماء المسيحية وإعتقاد الكتاب المقدس أيضاً فيقول البابا شنودة الثالث على لسان القديس كيرلس عمود الدين عن الإيمان بالطبيعة الواحدة :
كتاب طبيعة المسيح للبابا شنودة الثالث صفحة 9 .
ويعلق أيضاً الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي على الطبيعة الواحدة في الإيمان الأرثوذكسي ويقول :
موسوعة الأنبا غريغوريوس – لاهوت مقارن الجزء الأول  للأنبا غريغوريوس صفحة 230 .

ويعلق أيضاً القس بيشوي حلمي كاهن كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا على الطبيعة الواحدة ليسوع فيقول :
كتاب إيماننا المسيحي صادق وأكيد للقس بيشوي حلمي – مراجعة وتقديم الأنبا متاؤس والأنبا يوسف صفحة 109 .

ويعلق أيضاً القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير نقلاً عن القديس أثناسيوس الرسولي :
وقال القديس أثناسيوس الرسولى:
"نعترف بإبن الله المولود من الآب خاصياً أزلياً قبل كل الدهور وولد من العذراء بالجسد فى آخر الزمان من أجل خلاصنا... طبيعة واحده لله الكلمة المتجسد ونسجد له مع جسده"
كتاب إذا كان المسيح إلها فكيف تألم ومات ؟ للقمص عبد المسيح بسيط أبو الخير الفصل الأول نقلاً عن كتاب الجريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة الخريدة النفيسة جـ1 : 472 .

ويقول أيضاً القديس أثناسيوس الرسولي :
(يستنكف من أمور الإنسان بكونه هو الله، بئس هذا الفكر. بل بالأحرى، إذا هو الله، قد أخذ لذاته الجسد، وإذا هو في الجسد فإنه يؤله هذا الجسد. لأنه كما سأل أسئلة هكذا أيضًا أقام الميت، وأظهر للكل أن الذي يحيي الميت ويستدعي روحه، )
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي لإنجيل يوحنا 1/1 .

وشهادات آباء الكنيسة في هذا الأمر كثيرة ولكن حتى لا نطيل عليكم والغريب في الأمر أن الكتاب المقدس أيضاً يؤكد تلك الفكرة !! وهي أن الجسد مُؤلهه فيسجدوا له بل ويطلق عليه ألفاظ إلهية كما يقولون !! وسنأخذ على سبيل المثال بعض منها :
متى 9/6 :
(ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا.حينئذ قال للمفلوج.قم احمل فراشك واذهب الى بيتك.)
بهذا النص يؤكد على أن إبن الإنسان هو الذي يغفر الخطايا وأنه حسب الفكر المسيحي الذي يغفر الخطايا هو الله إذاً إبن الإنسان هو الله !!
متى 16/27  :
(فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.)
حتى أنه يوم الدينونة يأتي إبن الإنسان في مجد أبيه وإبن الإنسان تشير إلى الطبيعة الإنسانية حسب تفسيرهم !
متى 12/8 :
 (فان ابن الانسان هو رب السبت ايضا)
وهنا أيضاً إشارة واضحة إلى أن إبن الإنسان هو رب السبت ؟ فحسب علماء وقساوسة النصارى أن كلمة رب تعنى الله فهل هنا يقول إبن الإنسان هو الله ؟ أو ماذا !!
أعمال الرسل 3/14-15 :
 (ولكن انتم انكرتم القدوس البار وطلبتم ان يوهب لكم رجل قاتل. , ورئيس الحياة قتلتموه الذي اقامه الله من الاموات ونحن شهود لذلك )
القدوس البار رئيس الحياة هو الذي مات !! فمن الذي مات ؟ هل اللاهوت أو الطبيعية الإلهية أو الطبيعية الإنسانية !!
غلاطية 4/4 :
 (ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس)
لوقا 1/35 :
 (فاجاب الملاك وقال لها.الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.)

وهنا يؤكد أيضاً أن القدوس والذي يُدعى إبن الله هو المولود من تلك المرأة !! والقدوس هو الله  إذاً الله وُلد ... فلا يُفرق الكِتاب في فِكر النصارى بين الناسوت واللاهوت في شئ , بل أن الذي وُلد من إمراة هو الله .. ولذلك يقول الأنبا غريغوريوس
كتاب العذراء مريم ، حياتها ،رموزها وألقابها ، فضائلها ، تكريمها صفحة ١١٠
وبعد ما عرضناه من أدلة أن النصارى لا يعبدون لاهوت المسيح فقط ولكنهم يعبدون كلمة الله المتجسد أو المتأنس أي أنهم يعبدون الجسد !! ولكن كما قال الآباء فإن المسيح لو كان إلهاً فلن يكون إلهاً كاملاً على الإطلاق أو سيكون إلهاً جزئياً أو ثانوياً وهذه هي نظرية التدني , وبما أن النصارى يعبدون الناسوت واللاهوت معاً كما أثبتنا سلفاً فنرى الآن النصوص التي تثبت أن المسيح خاضع للآب وأن المسيح أقل من الله وأن الله أعظم منه :

الإبن يفعل إرادة الآب
(ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات.بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات ) متى 7 / 21 .
(فأي الاثنين عمل ارادة الاب.قالوا له الاول.قال لهم يسوع الحق اقول لكم ان العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله ) متى 21 / 31 .
(والتفت الى تلاميذه وقال كل شيء قد دفع اليّ من ابي.وليس احد يعرف من هو الابن الا الآب ولا من هو الآب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له ) لوقا 10 / 22 .
(قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس.ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك ) لوقا 22 / 42 .
(ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت ) متى 26 / 39 .
هذه النصوص والتي تثبت أن المسيح خاضع لله ولو كان المسيح إله فلن يكون إلهاً كاملاً بل سيكون إله خاضع لإله خاضع فكما نري في النصوص بل وليس له إرادة ولكنه ومن يتبعه يخضع لإرادة الآب مما يوضح لنا أن المسيح لو اعتبروه النصارى إله لن يكون إله كاملاً بل إله مسلوب الإرادة وأن الآب فقط هو كلي الإرادة .

الإبن يفعل مشيئة الآب
(انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني ) يوحنا 5 / 30 .
(لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني ) يوحنا 6 / 38 .
وهذه النصوص أيضاً توضح أن هذا الإله بمعتقد النصارى هو ليس له مشيئة بل هو يفعل مشيئة الآب وحتى أنه يوضح أنه خاضع للآب في المشيئة ويقول ليس لاعمل مشيئتي والنص الآخر لا أطلب مشيئتي أي أنه في الحالتين لا يفعل مشيئته بل مشيئة الآب فلو كان المسيحي كما يعتقد النصارى أنه إله فإنه إله يخضع لإله آخر ويفعل مشيئة إله آخر .

الإبن غير قادر والآب وحده هو القادر
(ولما كان ابرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لابرام وقال له انا الله القدير.سر امامي وكن كاملا ) التكوين 17 / 1 .
هذا هو الله أما الإبن فهو ضعيف غير قادر على فعل شيء كما يعتقد النصارى إنه إله ولكنه إله غير قادر على فعل شيء :

(انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني ) يوحنا 5 / 30 .
(فاجاب يسوع وقال لهم الحق الحق اقول لكم لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الآب يعمل.لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك ) يوحنا 5 / 19 .
فكما نرى النصوص السابقة توضح أن الإبن هو لا يقدر أن يفعل من نفسه شيء بل خاضع لله الآب في اعماله وكل ما يقول .

العلم كله لله الآب
(واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب ) مرقص 13 / 32 .
(واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات الا ابي وحده ) متى 24 / 36 .
وهنا أيضاً نجد أن الإبن ينسب كل شيء لله الآب فالعلم لله والإبن لا يعلم شيء فالمعلوم أن الله يعلم كل شيء وأن الذي لا يعلم لا يمكن أن يكون إله ولكن النصارى يجعلوه إلهاً فلابد أن يكون هذا الإله هو إله ثانوي أو جزئي لأنه إستحالة أن يكون إلهاً كاملاً ..

الآب أعظم من الابن
(سمعتم اني قلت لكم انا اذهب ثم آتي اليكم.لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الآب.لان ابي اعظم مني) يوحنا 14 / 28 .
(ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي )
 يوحنا 10 / 29 .
(الحق الحق اقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسله )
 يوحنا 13 / 16.

من المعروف من كل الكتب أن الله أعظم من مخلوقاته فلو قال المسيح أبي اعظم مني فإنه بذلك ينسب الألوهية لله سبحانه وتعالى ولكن النصارى يريدون أن يجعلوا من المسيح إلهاً إذن فلم يكون المسيح إلهاً كاملاً بل لابد أن يكون إله ناقص أو إله جزئي لأن الآب أعظم منه .

الإبن خاضع للآب
يوم الدينونة هو مثل يوم القيامة ونعلم أن الكل سيكون خاضعاً لله في هذا اليوم ولكن الغريب جداً أن يكون إله النصارى الإبن يخضع للآب فنصوص الكتاب المقدس توضح أن الابن يخضع للآب فعلى سبيل المثال
رسالة كورنثوس الأولي 15 / 24 -28
(وبعد ذلك النهاية متى سلم الملك للّه الآب متى ابطل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة ....... ومتى اخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل )

كل شيء دُفع إليه من الله
(يسوع وهو عالم ان الآب قد دفع كل شيء الى يديه وانه من عند الله خرج والى الله يمضي ) يوحنا 13 / 3 .
(كل شيء قد دفع اليّ من ابي.وليس احد يعرف الابن الا الآب.ولا احد يعرف الآب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له ) متى 11 / 27 .

ومن هذه النصوص يُكشف لنا أن الآب قد دفع إلى الإبن ودفع بمعني أنه أعطاه السلطان مثله مثل الرسل وبما أن النصارى يؤلهون المسيح فعليه أن الإبن هو إله يحتاج لإله آخر وبالتالي هو إله جزئي .

قيامة يسوع بسلطان الآب
تعتبر القيامة هي أهم أحداث العهد الجديد على الإطلاق بل لا تجد محاور مسيحي يتكلم عن المسيحية إلا ويتكلم في قضية قيامة يسوع وبدون القيامة لن يكون هناك مسيحية ولكن نعجب جداً عندما نعلم أن الإبن قام بواسطة الآب وبسلطانه فهو حتى يحتاج في قيامته للإله الآب ولم نجد من قبل ان الإله الآب إحتاج للإبن في شيء نهائياً ولكن نجد أن الإبن يحتاج للآب ليقيمه من الأموات فالنصوص التالية توضح سلطان الآب :
الرسالة إلى غلاطية 1 / 1
(بولس رسول لا من الناس ولا بانسان بل بيسوع المسيح والله الآب الذي اقامه من الاموات )
أعمال الرسل 2 / 24
(الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه.)
أعمال الرسل  2 / 32
(فيسوع هذا اقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك )
أعمال الرسل 3 / 15
(ورئيس الحياة قتلتموه الذي اقامه الله من الاموات ونحن شهود لذلك )
أعمال الرسل 4 / 10
(فليكن معلوما عند جميعكم وجميع شعب اسرائيل انه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه انتم الذي اقامه الله من الاموات.بذاك وقف هذا امامكم صحيحا )
الرسالة إلى رومية 4 / 24
(بل من اجلنا نحن ايضا الذين سيحسب لنا الذين نؤمن بمن اقام يسوع ربنا من الاموات )

والكثير من النصوص التي توضح أن الإبن قد إحتاج للآب ليقيمه من الأموات فهو إله ناقص أو جزئي أو ثانوي ونظرية التدني بحسب فكر الآباء هي نظرية لا تخالف الكتاب المقدس .

ومن كل ما سبق يتضح لنا بعض النقاط :
1 – الآباء الأوليين كانوا ينادون بنظرية التدني .
2- لو كانوا القساوسة يريدون تأليه المسيح فلن يكون المسيح إلا إلهاً ثانوياً .
3- المسيح لم يعرف أنه الإله ولم يَدعي أنه الإله .
4- فكرة المسيح يتكلم بناسوته أو بلاهوته هي فكرة مخالفة للكتاب المقدس .
5- الكتاب المقدس وآباء الكنيسة يؤكدون ألوهية جسد يسوع والعبادة بالطبع مقدمة له .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
معاذ عليان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق